التواصل الحضري التاريخي المعماري
الصناعات التقليدية
العمارة السكنية والفضاءات الثقافية
تعايش ديني حضري تاريخي
المتاحف وصفاقس والبحر‎
اكتشف

السوق المركزية

في سنين الاستعمار الأولى، وقد انتصب بتونس بداية من عام 1881م، تَمّ نقلُ سوق "المحصولات" الذي أسس سنة م1840 خارج أسوار المدينة من الجهة الشمالية إلى الجهة القبلية وعُوض بسوق الحيوانات (سوق السعي)، وقد اقتصر حينها على ظلة بسيطة من الخشب، تكفي لحماية الحبوب المعروضة من التلف جراء تعرضها للأمطار وأشعة الشمس. في السياق نفسه وغير بعيد عنه، وأمام باب القصبة والكنيسة اليونانية التي لا تزال قائمة إلى اليوم، وفي الساحة التي كانت تحمل اسم المعمر "بيك" واليوم "ساحة المقاومة"، فُتحت في شهر جوان من سنة م1892 سوق جديدة حيث يعرض اللحامون والسماكون وبائعو الخضر والغلال وغيرهم بضاعتهم للعموم داخل فضاء مهيَّئٍ، يتكون من هيكل حديدي يشد حواجز من البلور.

السوق المركزية

في سنين الاستعمار الأولى، وقد انتصب بتونس بداية من عام 1881م، تَمّ نقلُ سوق "المحصولات" الذي أسس سنة م1840 خارج أسوار المدينة من الجهة الشمالية إلى الجهة القبلية وعُوض بسوق الحيوانات (سوق السعي)، وقد اقتصر حينها على ظلة بسيطة من الخشب، تكفي لحماية الحبوب المعروضة من التلف جراء تعرضها للأمطار وأشعة الشمس. في السياق نفسه وغير بعيد عنه، وأمام باب القصبة والكنيسة اليونانية التي لا تزال قائمة إلى اليوم، وفي الساحة التي كانت تحمل اسم المعمر "بيك" واليوم "ساحة المقاومة"، فُتحت في شهر جوان من سنة م1892 سوق جديدة حيث يعرض اللحامون والسماكون وبائعو الخضر والغلال وغيرهم بضاعتهم للعموم داخل فضاء مهيَّئٍ، يتكون من هيكل حديدي يشد حواجز من البلور. في غمرة النهضة العمرانية التي شهدتها مدينة صفاقس بالحي الأوروبي الجديد في العشريات الأولى من القرن الماضي، وفي سنة 1932م تحديدا، شُيدت أمام ميناء الصيد البحري في ذلك الوقت سوق تطل على شارع الحبيب بورقيبة الآن وقد أطلق عليها اسم السوق المركزية. ما يميز هذا المبنى الجديد هو استلهامه نمط عمارة المساجد، إذ يَرْفَعُ بُرْجٌ في مستوى الركن الشمالي الشرقي هَامَتَه في شكل صومعة ذات قاعدة مربعة، تفتح فيها من الجهات الأربع نافذتان متوأمتان، وقد احتضن مقر إذاعة محلية حملت اسم مؤسسها وصاحبها: "راديو كوستا". تُجلّل جدرانَ السوق شرفاتٌ شبيهة بشرفات أسوار المدينة العتيقة، في حين يتوسط واجهتها الأساسية مدخل على هيئة ساباط (ممر مسقوف)، يبدأ وينتهي بعقد دائري، كما تفتح على طولها سلسلة من نوافذ مشبوكة بالحديد، تعلوها عقود حدوية متجاوزة. يفضي ذلك الممر إلى رواق دائري محمول على أعمدة وعقود حدوية من الطراز نفسه، وتطل عليه دكاكين التجارة، ثم يؤدي إلى فناء شاسع، يتوسطه حوض به نافورة ماء (خصة) نحتت من حجر الكذال ذي اللون الوردي. وفي جوف الفناء، يوجد فضاء ذو سقف مرتفع، وكأنه بيت صلاة، لكنه مخصص لبيع الأسماك، وهو يفتح أيضا من الناحية القبلية على رواق خارجي محمول كذلك على عقود من النمط الحدوي المتجاوز السائد بالمدينة العتيقة، ويطل على رصيف ميناء الصيد البحري القديم.

اقرأ المزيد