التواصل الحضري التاريخي المعماري
الصناعات التقليدية
العمارة السكنية والفضاءات الثقافية
تعايش ديني حضري تاريخي
المتاحف وصفاقس والبحر‎
اكتشف

سوق الربع وسوق الكامور

يؤكد بعض المؤرخين أن سوق الجمعة بمدينة صفاقس العتيقة سابق لإنشاء الأسوار وتشييد الجامع الكبير (القرن التاسع ميلادي) وبالتالي لتأسيس المدينة برمتها بما أن هذين المعلمين يعتبران العنصرين الأساسيين في هيكلتها بوصفها كيانا عمرانيا متناسقا وتام العناصر وباعتبارها وريثة لتجمع سكاني سابق، انتصب حذو رباط تحول فيما بعد إلى قصبة ومركز للسلطة. هذا السوق أسبوعي كما يدل عليه اسمه، وكان يؤمه دون شك سكان التجمع الحضري الأصلي وكذلك القادمون من الأرياف المجاورة لقضاء شؤونهم، وربما يكون هو الذي حدد موقع المسجد الجامع وبالتالي مركز المدينة ونسيجها الحضري.

سوق الربع وسوق الكامور

يؤكد بعض المؤرخين أن سوق الجمعة بمدينة صفاقس العتيقة سابق لإنشاء الأسوار وتشييد الجامع الكبير (القرن التاسع ميلادي) وبالتالي لتأسيس المدينة برمتها بما أن هذين المعلمين يعتبران العنصرين الأساسيين في هيكلتها بوصفها كيانا عمرانيا متناسقا وتام العناصر وباعتبارها وريثة لتجمع سكاني سابق، انتصب حذو رباط تحول فيما بعد إلى قصبة ومركز للسلطة. هذا السوق أسبوعي كما يدل عليه اسمه، وكان يؤمه دون شك سكان التجمع الحضري الأصلي وكذلك القادمون من الأرياف المجاورة لقضاء شؤونهم، وربما يكون هو الذي حدد موقع المسجد الجامع وبالتالي مركز المدينة ونسيجها الحضري. بعدها، تم تخطيط المجال الاقتصادي داخل الأسوار بصفة دقيقة ومحكمة حسب تراتب أصبح معروفا في مدن إفريقية كالقيروان وتونس، وانبنى على مدى الاقتراب من الجامع الأعظم أو الابتعاد عنه حسب طبيعة الأنشطة التي تمارس بتلك الأسواق، وقد كانت بعض المحلات والدكاكين تحتضن في ذات الوقت الأنشطة المتعلقة بالصنائع والاتجار بمنتجاتها. بتلك الطريقة تم تحديد المجال الاقتصادي في نطاق تخطيط تربيعي الشكل، يحده جنوبا الجامع الكبير وشرقا نهج المنجي سليم (نهج الباي سابقا) ونهج العدول غربا وجوفا نهج الحدادين وباب الجبلي. من أعرق أسواق مدينة صفاقس التاريخية سوق الربع الذي يبدو والعهدة على المؤرخين أنه متزامن مع أسوارها، وكان فيما مضى يدعى سوق الرهادرة تماما كمثيله بالقيروان. سوق الربع عبارة عن مركّب معماري تجاري، يتكون من محورين متعامدين، جناحه المتجه نحو الشرق متسع، ولذلك سمي "الربع الواسع"، بينما يتصف الجناح المقابل بضيقه حيث سمي "الربع الضيّق"، في حين يمتاز المحور المتعامد مع هذين الجناحين جنوبا وجوفا بتجانس أبعاده وبأرضية بعض دكاكينه المرتفعة، مما يسمح للتجار بالجلوس عليها. في أطراف الجناح الواسع من جهة نهج المنجي سليم، يتم في كل ربيع بيع وابتياع الورد وزهر النارنج والعطرشية لتقطيرها واستخراج مائها وعطورها، وهي تنمو بجنان ضواحي المدينة. في الجهة المقابلة، يتولى حرفيون من الخياطين إعداد ملابس الالتحاف وتوابعها التي تسمى محليا خِلّة، وقد كانت رائجة لدى نساء ظهير صفاقس وريفها. أما باقي السوق، فقد اختص في الاتجار بالمفروشات الصوفية التقليدية كالزربية والمرڤوم والكليم والـﭬطيف وغيرها وكذلك الملابس التقليدية من جباب وبرانس وما يتبعها من سراويل فضفاضة (بالقندليسة) وأغطية الرأس من نوع الشاشية. عند الزاوية القائمة لهذا المركب الذي يعبق بشذا تاريخه وأريج أصالته، ينطلق سوق الكامور مستندا على جدار الجامع الكبير الجوفي، وربما سمي هكذا نظرا لطريقة تسقيفه بالأقبية المستطيلة (كمر باللهجة المحلية)، مثله مثل سوق الربع. كان هذا السوق مختصا في بيع المواد الغذائية والتوابل وكل ما تنتجه غابة صفاقس وجنانها من لوز وفستق وزبيب بأنواعه وتين مجفف (شريح) وغيره. أما اليوم، فقد تنوعت بضاعة دكاكينه وبدأت تغلب عليها مستلزمات جهاز العروس، وحتى القيصرية التي تتفرع عنه فقد حولت إلى مقهى أراد صاحبه أن يكون نمطه المعماري متناسقا مع عمائر المدينة العتيقة.

اقرأ المزيد