التواصل الحضري التاريخي المعماري
الصناعات التقليدية
العمارة السكنية والفضاءات الثقافية
تعايش ديني حضري تاريخي
المتاحف وصفاقس والبحر‎
اكتشف

سوق "قريعة"

يوجد سوق "قريعة" الذي يحمل اسم المقاول الذي قام ببنائه، خارج أسوار المدينة العتيقة، أمام باب الجبلي، وقد استلهمت عمارته شكل عمارة سوق الربع لكنه أتى عل درجة كبيرة من الضخامة، وقد فتح أبوابه لمختلف الأنشطة التجارية بداية من سنة 1953.

سوق "قريعة"

يوجد سوق "قريعة" الذي يحمل اسم المقاول الذي قام ببنائه، خارج أسوار المدينة العتيقة، أمام باب الجبلي، وقد استلهمت عمارته شكل عمارة سوق الربع لكنه أتى عل درجة كبيرة من الضخامة، وقد فتح أبوابه لمختلف الأنشطة التجارية بداية من سنة 1953. منذ القدم، كانت الأنشطة الاقتصادية محصورة داخل أسوار المدينة، داخل مجال محدد تقريبا، غير أنه في سنة 1840، أمر مصطفى صاحب الطابع، وزير أحمد باي، بإنشاء سوق مسيّج جديد خارج الأسوار، على مقربة من باب الجبلي والمكان الذي يحتله سوق "قريعة" اليوم: ذاك هو "سوق المحصولات" ويسمى أيضا فندقا، وقد خصص للاتجار في المحاصيل الزراعية كالحبوب واللوز والزيتون. يبدو أن الأداء الموظف على المعاملات التجارية كان مرتفعا جدا، مما أثار حفيظة التجار والفلاحين وتذمرهم، وفي هذا الصدد، يقول أحد فطاحل الشعراء الشعبيين التونسيين أصيل مدينة صفاقس، أحمد ملاك أبياتا عذبة الإنشاد، ظلت عالقة بالذاكرة الجمعية إلى تاريخ متقدم. يقول ملاك في نمط الڤـسيم:

صاحب الطابع دَزْ بحْوانيـبَه ◊ جــا مِـتْـعـِـنّي يـكـتـبْ الزيـتـونْ
جا للـفـنـدق شادْ فـيه زْريـبَه ◊ سوقْ مْحَـكّـَمْ كـل شَيْ مَـمْـكـونْ
جْميع البايَـعْ يوقْـعِ تْحاسيـبَه ◊ وْكـُلْ بابْ تلْقى فـيه عَشْرْ عْيونْ
وآخِرْ حُجَّةْ حْشَيِّشَة وحْطِيبَة ◊ نَطّروا الفِلِسْ مِن عِندْ بوكَدْرونْ

مما يذكر، أن سوق المحاصيل تحول في فترة لاحقة إلى سوق للدواب (سوق السعي)، بينما انتقل سوق الحبوب في عهد الحماية إلى خارج الأسوار في الجهة الجنوبية، في شكل بناء خشبي محمول على عدد من الأعمدة. في السياق نفسه وغير بعيد عنه، تحديدا في "ساحة بيك" (ساحة الشهداء اليوم، أمام باب القصبة)، وبيك هذا هو الرجل الذي كان وراء تأسيس الحي الذي يحمل اسمه (بيك ڥيل)، تم إنشاء سوق متعدد الوظائف، إذ يحتوي على دكاكين القصابين وبائعي الخضر والغلال والأسماك. يتركب سوق "قريعة" أو السوق "المغطّي" كما يسمى أيضا، والذي صممه المعماري الفرنسي المبدع برنار زارفوس من أربعة أجنحة تكون مضلعا غير منتظم، مكتنفا سوق صفاقس للأسماك ذائع الصيت. هذا المبنى العظيم مشيد بالحجر الظاهر والمجصص، ومسقوف بأقبية مستطيلة مبنية باللبن الأحمر، ومحمولة على سلسلة من العقود وكأنها مقرنصات قباب لكنها مفرغة لكي توفر النور الطبيعي داخل السوق. ومن طريف عمارته القبة الضخمة التي تعلو بوابته الرئيسية وأبواب الدكاكين المتقدمة عن البناء والمثبتة على العضادات من الخارج. في سوق "قريعة"، تجد أنواعا متعددة من البضاعة والسلع على غرار الخبز والخضر والغلال والأقمشة والأجهزة المنزلية، وكذلك بائع الفطائر ودكاكين الجزارين الذين يحتلون الجناح الجنوبي.

اقرأ المزيد