التواصل الحضري التاريخي المعماري
الصناعات التقليدية
العمارة السكنية والفضاءات الثقافية
تعايش ديني حضري تاريخي
المتاحف وصفاقس والبحر‎
اكتشف

التعايش والتسامح الديني

صفاقس، تلك المدينة الإسلامية التي تأسس جامعُها الكبير والأسوار التي تحيط بمبانيها في القرن الثالث الهجري، قد انفتحت منذ زمن بعيد على باقي الأديان السماوية بمختلف مذاهبها في كنف التعايش والتسامح. ذكر مؤرخ صفاقس محمود مقديش في نزهة الأنظار أن علي باي أذن سنة 1775 بإنشاء ربض خارج الأسوار، من الجهة القبلية (الربط القبلي)، لاستيعاب التزايد السكاني الذي شهدته المدينة في تلك الفترة. ومنذ تأسيسه، وهو الذي سيمثل نواة المدينة الأوروبية التي أنشئت مع حلول الاستعمار، استقبل هذا الربض في بادئ الأمر السكان الأصليين من مسلمين ويهود ثم جاليات أخرى أوروبية، فتعددت به الأجناس والأديان واللغات وتجاورت في كنف التعايش والتسامح، إلى أن دُك أثناء الحرب العالمية الثانية.

التعايش والتسامح الديني

صفاقس، تلك المدينة الإسلامية التي تأسس جامعُها الكبير والأسوار التي تحيط بمبانيها في القرن الثالث الهجري، قد انفتحت منذ زمن بعيد على باقي الأديان السماوية بمختلف مذاهبها في كنف التعايش والتسامح. ذكر مؤرخ صفاقس محمود مقديش في نزهة الأنظار أن علي باي أذن سنة 1775 بإنشاء ربض خارج الأسوار، من الجهة القبلية (الربط القبلي)، لاستيعاب التزايد السكاني الذي شهدته المدينة في تلك الفترة. ومنذ تأسيسه، وهو الذي سيمثل نواة المدينة الأوروبية التي أنشئت مع حلول الاستعمار، استقبل هذا الربض في بادئ الأمر السكان الأصليين من مسلمين ويهود ثم جاليات أخرى أوروبية، فتعددت به الأجناس والأديان واللغات وتجاورت في كنف التعايش والتسامح، إلى أن دُك أثناء الحرب العالمية الثانية. بباب البحر اليوم، وتحديدا بالمركز التجاري الجديد الذي حل محل الربض القبلي بعد ما وضعت الحرب أوزارها، ترتفع صومعة مسجد حمودة السلامي الذي تمت إعادة بنائه، وهو من المساجد المعلقة النادرة بالبلاد، وغير بعيد عنه، شيدت الكنائس المسيحية بمختلف مذاهبها: الكاثوليكية والبروتستنتية والأرثودكسية، فضلا عن البيعات اليهودية المتعددة. توجد بصفاقس ثلاثة بيعات يهودية على الأقل، كانت تحتضن الطقوس التعبدية التي تقوم بها الجالية اليهودية. إحداها كانت منتصبة بالمدينة العتيقة على مقربة من باب الديوان، وهي في الأصل مسكن يتكون من طابقين، سفلي وعلوي، منتظمين حول فناء مركزي سماوي، حوّله حسب ما يبدو يهودي ثري، أصيل جزيرة جربة إلى كنيس، وقد ظل سكان المدينة يشعلون الشموع به ويحافظون عليه رغم إخلائه من طرف اليهود، إلى أن تحول في غضون ثمانينات القرن الماضي إلى دكان لبيع الملابس الجاهزة. لقد تعلقت بتهيئة هذا المعبد حكاية غريبة تضارع الأساطير، إذ تروي قصة هذا الرجل الذي اكتشف في أحد أقبية المنزل، عند القيام بأشغال التهيئة، كنزا من سبائك الذهب، يعود إلى العهد العثماني، فأصبح بذلك من أثرى أثرياء البلاد وهاجر إلى أوروبا حيث أنفق كل الأموال في اللهو والعبث. في شارع الجزائر، على مقربة من المعهد الفني، تنتصب اليوم بيعة يهودية، تسمى "بيت آل" (بيت الإله)، وقد شيدت قبيل الاستقلال خلال سنتي 1953 و1954، وهي تضم الحرم أو بيت الصلاة المسقوف بقبة مسطحة ومحمولة على قاعدة مستديرة، مدرسة ومرافق متعدد أخرى. يمتاز هذا المعبد اليهودي بحسن هندسته المعمارية الحديثة التي تقطع مع الأسلوب التعريبي السائد بباب بحر، إذ تتفاوت فيها الأحجام والكتل وتبرز واجهتاها الشمالية والشرقية بمجموعة الزجاجيات الملونة التي تزينهما. يوجد أيضا كنيس ثالث بنهج الحبيب المعزون مباشرة قبالة المركز التجاري "المنار"، وهو الأقدم حسب ما يبدو، وقد شبه بعضهم بيت الصلاة فيه بالمسرح لمقاعده المخملية الوثيرة.

اقرأ المزيد