يحتل هذا الفضاء جزءا من قصبة صفاقس ويبدو- حسب شكل فراغاته المسقوفة بطريقة الأقبية، واعتمادا على المصادر التاريخية - أنه كان إسطبلا تربض داخله خيول الحامية التي كانت تقيم هناك باعتبار أن القصبة كانت تمثل في فترات من تاريخ المدينة مقر السلطة المحلية. لما تمت تهيئة متحف العمارة التقليدية بصفاقس في أول تسعينات القرن العشرين، خُصص ذلك الفضاء لاحتضان معارض وقتية مكملة لمحتوى المتحف أو خارجة عنه، وللغرض وإضافة إلى مدخلها الأساسي الذي يطل على الساحة الداخلية، تم فتح باب آخر خارجي، يستخدم لما يستقبل هذا الرواق معارض مستقلة على غرار معارض الفنون التشكيلية، وبالمناسبة يغلق الباب الداخلي المطل على المتحف. أطلق على هذا الفضاء الثقافي اسم محمد الفندري (1921-1985)، وهو رجل فذ، كان من رواد البحث الأثري المتعلق بالعصور القديمة بالبلاد التونسية، وقد اضطلع بهمة مدير قسم المعالم والمواقع بالمعهد القومي للآثار والفنون في ستينات القرن الماضي، واشتغل خاصة على موقع طينة حيث قام بحفريات أبرزت أهم معالم هذه المدينة الرومانية وأزاحت اللثام عما كان مجهولا من فترات تاريخها، ثم تقلد الخطة نفسها بالديوان الوطني للسياحة.